يعتبر الدعاء من أفضل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم والتي يقوم بها الإنسان بمخاطبة الله عز وجل مباشرة دون وسيط فهذه رحمة بالعباد أن أعطانا الله عز وجل هذه الميزة العظيمة بأن يستطيع أي إنسان الطلب من ملك الملوك بشكل مباشر، فأي ملك في الدنيا لا يستطيع الإنسان مخاطبته وطلب أي شيء منه من دون المرور على الحرس قبل الوصول إليه ولكن خالق الملوك الذي يعتبر أرحم من الأم بولدها فقد أتاح لنا هذه الفرصة العظيمة بمخاطبته مباشرة من الأرض إلى السماء السابعة، فلذلك وكما يخاطب المرء ملوك الدنيا بأعذب الكلام وجب عليه أن يتوجه إلى ملك الملوك الذي هو قادر على كل شيء بالكلام العذب فقد حثّنا الله عز وجل ورسوله الكريم على دعائه عزّ وجلّ بأن جعل من الدعاء عبادة، ولكن الأهم من هذا كلّه هو أن يتقدم المرء عند دعائه من الله عز وجل والطلب منه إليه بقلب خالص النية له وحده عز وجل.
وإنّ من أسرع الدعاء استجابة وأفضله وأقربه إلى الله عز وجل وأكثره استجابة هو ذلك الذي يدعو فيه من كان مظلوماً فليس بين المظلوم وبين الله حجاب ودعوة المظلوم لا تُرد، كما أنّ من أحب الدعاء إلى الله عز وجل أيضاً هو دعاء المسلم لأخيه المسلم أو دعاء أي شخص لشخص آخر فعن عبد الله بن عمرو بن العاص أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب لغائب ".
أمّا الدعاء في البلاء فيعتبر محبباً إلى الله عز وجل ومن الممكن أن يقوم بدفع البلاء أو بتخفيفه أو أن يبقيه الله عز وجل إلى يوم القيامة ليكون في ميزان حسنات المرء، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً: "أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله " فالحمد هو شكر لله عز وجل وكما قال الله عز وجل :"لئن شكرتم لأزيدنكم".
ولا يعتبر التفنّن في الدعاء واجباً عند الدعاء من أجل قبوله فيقوم المرء بدعوة الله عز وجل بحسب استطاعته فلا يتقن الجميع فنون الكلام والدعاء كما يجيده بعض رجال الدين الذين نراهم في التلفاز أو كالخطباء في المساجد، فإنّ المهم هو دعاء الله عز وجل بقلب موقن بالإجابة كما أنّه من المهم دعاء الله عز وجل بالجنة والثبات على الدين فلا ندعوه عز وجل في الكرب فقط ونترك دعاءه في أيام الراحة والرخاء وننسى فضله وننسب الفضل لمن لا يقدرون على شيء بعد انفراج الهمّ والكرب.
المقالات المتعلقة بما أفضل الدعاء